تنبيه! العد التنازلي لرفع سعر الفائدة من البنك المركزي الياباني، قد يعيد تاريخ الانهيار الحاد للبيتكوين ويقترب من حاجز 70,000 دولار

الأسواق العالمية للعملات المشفرة تنتظر بحذر قرار سعر الفائدة الصادر عن بنك اليابان في 19 ديسمبر. يتوقع السوق أن يرفع البنك سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 0.75%، مع احتمالية تصل إلى 98%. حذر المحللون الكليّون، حيث أظهرت البيانات التاريخية أنه منذ بداية 2024، بعد كل زيادة في سعر الفائدة من بنك اليابان، شهدت البيتكوين تصحيحًا عميقًا يتجاوز 20%. إذا تكررت هذه “اللَعنة”، فقد يواجه سعر البيتكوين خطر الانخفاض نحو مستوى دعم حاسم عند 70,000 دولار. ستقوم هذه المقالة بتحليل عميق لآلية انتقال “إغلاق مراكز التداول بسندات الين” وربطها بالتحليل الفني الحالي واختلاف وجهات النظر بين البائعين والمشترين، لتفسير هذا الحدث المحتمل ذو الطابع الأسود.

اللعنة التاريخية: استجابة بنك اليابان لرفع الفائدة وانهيار BTC بشكل “رد فعل شرطي”

قاعدة مقلقة تتكرر مناقشتها بين السوق: تعديلات السياسة النقدية لبنك اليابان تبدو مرتبطة نوعًا ما بـ"رد فعل شرطي" على حركة سعر البيتكوين. أشار المحلل AndrewBTC مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن ثلاث زيادات في سعر الفائدة من بنك اليابان منذ 2024 كانت جميعها بمثابة “إشارة انطلاق” لانخفاض كبير في البيتكوين. بالتحديد، بعد رفع الفائدة في مارس 2024، انخفض سعر البيتكوين بنسبة حوالي 23%؛ وفي يوليو من نفس السنة، انخفض بنسبة حوالي 26%؛ وبعد زيادة يناير 2025، شهد البيتكوين تصحيحًا أكثر من 30%.

هذه العلاقة ليست صدفة، بل تعكس منطق تدفق رأس المال على مستوى عالمي. لطالما حافظ بنك اليابان على أدنى سعر فائدة بين الاقتصادات الكبرى، مما جعله مصدرًا رئيسيًا للرافعة المالية الرخيصة في السوق الدولية. يعتاد المستثمرون على اقتراض الين منخفض التكلفة، وتحويله إلى الدولار أو عملات ذات عائد مرتفع، ثم استثمارها في الأسهم الأمريكية، الأصول المشفرة، وغيرها من الأصول ذات المخاطر العالية، وتسمى هذه الاستراتيجية بـ"تداول الفارق على الين". تعمل كأنبوب غير مرئي ينقل السيولة من اليابان بشكل مستمر إلى السوق العالمية.

لذلك، فإن رفع بنك اليابان لسعر الفائدة له تأثيرات تتجاوز حدود البلاد، حيث يؤدي إلى ارتفاع قيمة الين وعائدات السندات اليابانية، مما يرفع تكلفة اقتراض الين بشكل كبير. هذا بدوره يوقف عمليات التداول بالفرق (الرافعة المالية)، وربما يجبر المراكز الكبيرة على الإغلاق. من أجل سداد ديون الين، يضطر المستثمرون العالميون لبيع الأصول ذات المخاطر، مما يسبب انكماش السيولة عبر الأسواق. ويُعتبر البيتكوين، كأصل مخاطر عالي التقلب، من أول المتأثرين. وتُظهر التسعيرات الحالية أن رفع الفائدة هذا الأسبوع بات محتملاً بشكل كبير، مما يلقي بظلال كثيفة على مستقبل البيتكوين.

بيانات رئيسية حول استجابة البيتكوين لرفع الفائدة من بنك اليابان

  • مارس 2024 رفع الفائدة: تلاه انخفاض في سعر البيتكوين بحوالي 23%.
  • يوليو 2024 رفع الفائدة: تلاه انخفاض بحوالي 26%.
  • يناير 2025 رفع الفائدة: تلاه انخفاض بحوالي 31%.
  • التوقع الحالي (ديسمبر 2025): احتمالية رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس 98%، والهدف الهابط المحتمل يتجه نحو 70,000 إلى 72,500 دولار.

آلية الانتقال: كيف يشتت إغلاق مراكز تداول سندات الين السيولة من السوق

فهم الأزمة المحتملة يكمن في توضيح آلية “إغلاق مراكز تداول سندات الين”، وهي آلية غامضة لكن حاسمة في التحليل الكلي. أوضح Ignacio Aguirre، المدير التنفيذي للتسويق في Bitget، في تصريحات إعلامية أن قوة الين “زادت من مخاطر إغلاق مراكز تداول الين، مما قد يضغط مؤقتًا على تقييم العملات الرقمية، إذ أن الرافعة المالية في السوق العالمية في حالة إعادة ضبط”. هذا التصريح يوضح جوهر المشكلة—فالمسألة ليست حول الاقتصاد الياباني بحد ذاته، بل تتعلق بمرونة السيولة بالدولار عبر العالم.

يمكن تصور الأسواق المالية العالمية على أنها حوض مالي ضخم. على مدى سنوات، وفّر الين منخفض التكلفة مصدر تمويل رئيسي، يعمل كحوض ثانوي مملوء بالمياه، من خلال قناة تداول الفارق، التي تضخ السيولة باستمرار إلى الحوض الرئيسي (سيولة الدولار)، مما يرفع أسعار الأصول المختلفة. رفع بنك اليابان لسعر الفائدة يشبه رفع قاع الحوض الثانوي فجأة، فتبدأ المياه (رأس المال) في الانسحاب. لإغلاق القناة وسداد ديون الين، يحتاج المستثمرون إلى سحب المياه من الحوض الرئيسي (بيع الأصول). وعندما يتصرف العديد من المتداولين بشكل متزامن، يؤدي ذلك إلى حدوث “صدمة سيولة” في السوق.

بالنسبة لسوق البيتكوين، فإن هذا الصدمة واضحة بشكل خاص. أولاً، حجم سوق التشفير لا يزال صغيرًا مقارنة بالأسواق المالية التقليدية، لذلك هو أكثر حساسية للتغيرات الحدية في السيولة. ثانيًا، يوجد في سوق التشفير قدر كبير من الرافعة المالية، وعند انخفاض شهية المخاطرة وتضييق السيولة، فإن عملية تقليل الرافعة تؤدي إلى عمليات بيع ذات رد فعل سلبي، وتزيد من تقلبات الأسعار. حذر العديد من المحللين، مثل 0xNobler، بوضوح أنه إذا تكررت الأنماط التاريخية، فقد ينخفض سعر البيتكوين قبل قرار البنك المركزي إلى ما دون 70,000 دولار. هذا المستوى ليس مجرد رقم نفسي، بل يتوافق بشكل كبير مع أهداف التحليل الفني.

توافق فني: علميات البيع على شكل علم العلم ومستويات الدعم الحاسمة

السحب الكلي، يتناغم مع حالة ضعف تظهر على الرسوم البيانية الفنية للبيتكوين، بشكل مقلق. من خلال تحليل الرسوم البيانية اليومية، منذ كسر منطقة 105,000 - 110,000 دولار في نوفمبر، بدأ سعر البيتكوين يتكون في نمط “علم علم البيع” (Flag). يتكون هذا النمط من انخفاض حاد (السارية) ثم فترة من التماسك الضيقة والمائلة قليلًا للأعلى (الراية)، وهو عادةً مؤشر على أن الاتجاه الهابط مجرد توقف مؤقت، وأن موجة هبوط ثانية قد تكون قادمة بحجم مشابه.

السعر حاليا يتذبذب داخل هذا النمط. أشار خبراء التحليل الفني إلى أنه بمجرد كسر السعر دعم الخط السفلي للعلم، فإن النمط يُعتبر مكتملًا، ويقع الهدف الهابط عند حوالي 70,000 إلى 72,500 دولار. هذا النطاق ليس من فراغ، بل هو أيضًا منصة تصحيح مهمة وأساس دعم سابق في دورة الصعود، حيث كانت هناك الكثير من عمليات الشراء التي تجمعت هناك. أشار العديد من المحللين، مثل James Check، إلى أهمية هذا النطاق خلال الشهر الماضي.

وفي الوقت نفسه، تظهر مخططات الإطار الزمني الأسبوعي علامات تدهور. بعد فشل محاولة الوصول إلى مستوى 100,000 دولار عدة مرات، تلاشت الزخم، وتحول هذا المستوى من دعم إلى مقاومة قوية. انخفض السعر من المنطقة التي كانت تمثل أعلى سعر، وكونت قمم منخفضة متتالية، مما يؤكد وجود اتجاه هابط على المدى القصير. مؤشر RSI الأسبوعي لا يزال يتداول في مناطق ضعيفة فوق 30، ولم يظهر إشارات تباعد هبوطية قوية، مما يدل على سيطرة البائعين. لذلك، سواء من الناحية الكلية أو من الناحية التقنية، يتجه الانتباه نحو مستوى 70,000 دولار كـ"ميدان المعركة".

صراع بين البائعين والمشترين: ليست جميع التحليلات متشائمة، والقصص طويلة الأمد لا تزال قائمة

ومع ذلك، السوق لم يكن أبدًا صوتًا واحدًا. في ظل التحذيرات المتشائمة، توجد تفسيرات مختلفة على المستوى الكلي. يرى بعض المحللين أنه من الضروري ربط تحركات بنك اليابان مع سياسات الاحتياطي الفيدرالي. هناك رأي يشير إلى أنه إذا كان بنك اليابان يتجه نحو “تشديد معتدل”، بينما يشرع الاحتياطي الفيدرالي في دورة تخفيض سعر الفائدة، فإن ذلك قد يمثل “تحول نظامي” وليس مجرد صدمة سيولة.

يعتقد محللون مثل Quantum Ascend أن تقليل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي سيدفع السيولة الأمريكية إلى الانتشار ويضعف الدولار، بينما رفع بنك اليابان التدريجي لسعر الفائدة يعزز الين، لكنه قد لا يقضي بشكل جوهري على إجمالي السيولة العالمية. قد يؤدي ذلك إلى إعادة توزيع رؤوس الأموال على مستوى العالم، باحثين عن فرص نمو أكثر جاذبية، وقد تكون العملات المشفرة المستفيدة من ذلك نظرًا لنسب العائد غير المتناسبة. بمعنى آخر، بعد فترة من الألم القصير، قد يشهد السوق دورة جديدة من الارتفاع بقيادة السيولة بالدولار.

ومع ذلك، لا يمكن إغفال المخاطر قصيرة المدى. حذر المحلل The Great Martis من أن سوق السندات بدأ يضغط على بنك اليابان لاتخاذ إجراءات، وهو ما قد يؤدي إلى إغلاق مراكز تداول الفارق، وتدمير الأسواق بشكل كبير. أشار أيضًا إلى أن المؤشرات الأساسية للأسواق المالية، مثل تشكل رؤوس وكتفين على المؤشرات الرئيسية وزيادة عائدات السندات العالمية، كلها علامات على تراكم الضغوط السوقية. يتداول سعر البيتكوين حاليا بشكل مستمر في نطاق ضيق في ديسمبر، مع انخفاض في التقلبات، ووصفه المحلل Daan Crypto Trades بأنه “فترة من التشتت قبل نهاية العام”، وهو في ذاته انعكاس لغياب اليقين قبل تحديد الاتجاه. التباين في وجهات النظر بين البائعين والمشترين يعكس بشكل كبير عدم اليقين المرتبط بقرار معدل الفائدة، والذي قد يكون محفزًا رئيسيًا لاتجاه السوق في نهاية العام أو بداية العام القادم.

ما هو تداول الفارق على الين؟

تداول الفارق على الين هو استراتيجية استثمار كلاسيكية في المجال الكلي العالمي. نظرًا لسياساته الطويلة الأمد بتبني سعر فائدة صفر أو سلبي، أصبح الين واحدًا من أرخص العملات التمويلية للمستثمرين الدوليين. يقوم المتداولون باقتراض الين منخفض التكلفة، ثم تحويله إلى الدولار أو اليورو أو غيرها من العملات ذات العائد المرتفع، واستثمارها في السندات الحكومية أو الأسهم أو العملات المشفرة عالية المخاطر لتحقيق أرباح من الفارق في الفوائد وزيادة قيمة الأصول. تعتمد هذه الاستراتيجية على استقرار سعر الفائدة المنخفض للين واستقرار سعر الصرف. مع بدء بنك اليابان دورة رفع الفائدة، وزيادة قيمة الين أو ارتفاع تكاليف الاقتراض، قد يواجه المتداولون ضغوطًا من خسائر صرف العملات وتضييق هامش الربح، مما يدفعهم إلى إغلاق المراكز، مما يؤدي إلى سلسلة من عمليات الخروج من الأصول ذات المخاطر.

كيف نفهم خصائص البيتكوين الكلية؟

يُنظر إلى البيتكوين بشكل متزايد كأصل كلي مهم. تتأثر أسعاره بشكل كبير بالمضاربة الداخلية وقوة الشبكة، وكذلك بسيولة السوق العالمية، ومؤشر الدولار، وسياسات العملات الرئيسية. ذلك لأنه: أولاً، لا يملك البيتكوين تدفقات نقدية، وتقديره يعتمد بشكل كبير على توقعات الاعتماد المستقبلي وتخفيض القيمة، مما يجعله حساسًا لتغيرات سعر الفائدة (معدل الخصم)؛ ثانيًا، يُعتبر “ذهب رقمي”، ويستخدمه بعض المستثمرين كوسيلة للتحوط من تدهور العملة والتضخم، ويرتبط بمصداقية السياسات النقدية والائتمانية للدول؛ ثالثًا، نظرًا لتقلباته العالية وخصائص التداول العالمي، فإنه يعمل كمضاعف لردود فعل السوق على المخاطر وتغير السيولة. فهم هذه العلاقة هو أحد الأبعاد الأساسية لتحليل السعر القصير والمتوسط للبيتكوين.

قرار سعر الفائدة لبنك اليابان يتحول من مجرد إجراء سياسة نقدية عادية إلى سيف ديموقليس المعلق فوق سوق التشفير. تحذيرات البيانات التاريخية، والإشارات الفنية، والمنطق الكامن في سلسلة الانتقال الكلي، كلها ترسم سيناريو هبوط نحو 70,000 دولار. ومع ذلك، فإن السوق لا يعيد تكرار التاريخ ببساطة، فصراعات القوى بين البائعين والمشترين، وتفسيرات “الانضباط المالي الياباني” الجديدة، تترك مجالًا للمتغيرات. بغض النظر عن النتيجة، فإن تقلبات هذا الأسبوع ستكون اختبارًا هامًا لمدى حساسية البيتكوين كأصل كلي ناضج، وكذلك اختبارًا لقدرة جميع المتداولين على إدارة المخاطر. وسط التحذيرات المتصاعدة والخلافات، يبقى الحذر واحترام السوق من أفضل الطرق لتجاوز العاصفة المحتملة.

BTC1%
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت