مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center) أصدر مؤخرًا تقريرًا بحثيًا جديدًا يحلل وضع استخدام المراهقين الأمريكيين لوسائل التواصل الاجتماعي وروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، ويتناول التقرير مؤشرات متعددة مثل العمر والعرق وتكرار الاستخدام ووقت التصفح. في ظل تزايد الاهتمام العالمي بأمان الإنترنت للمراهقين، أثار هذا التقرير مرة أخرى نقاشات حول كيف تؤثر التكنولوجيا على الصحة النفسية للأجيال الشابة، واعتمادهم عليها، ومخاطر الإدمان.
مع بدء الدول في معالجة هذه القضايا، أعلنت الحكومة الأسترالية بشكل مبكر أنها ستفرض حظرًا على وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين دون سن ، مما يعكس أن سلوكيات الاستخدام الرقمي للمراهقين أصبحت قيد التنظيم ضمن السياسات الوطنية. بالمقابل، يبدو أن تايوان لم تجري بعد تحقيقات وتقييمات شاملة حول وضع استخدام الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي بين المراهقين والأحداث القاصرين. في ظل تكرار حالات التنمر في المدارس، وانخفاض سن الجرائم، يقدم هذا التقرير مرجعًا دوليًا هامًا، ويبرز الحاجة الملحة لمناقشة واهتمام أكبر بالقضايا ذات الصلة في تايوان.
جدل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صحة المراهقين على المدى الطويل
لطالما كان هناك خلاف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين. فمن ناحية، أشارت بعض الدراسات إلى أن الشبكات الاجتماعية تساعد المراهقين على بناء علاقات ودعم نفسي، وحتى تحسين حالتهم النفسية؛ لكن هناك دراسات أخرى تحذر من أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات، والتعرض المستمر للمعلومات السلبية، قد يزيد من مستويات القلق والاكتئاب والعزلة. العام الماضي، دعا مدير مركز الصحة العامة في الولايات المتحدة منصات وسائل التواصل الاجتماعي إلى وضع تحذيرات على منتجاتها لتنبيه المستخدمين من المخاطر المحتملة.
المراهقون متصلون تقريبًا طوال اليوم
تشير بيانات مركز بيو إلى أن 97 % من المراهقين يستخدمون الإنترنت يوميًا، وأن حوالي 40 % منهم يقولون إنهم “متصلون تقريبًا طوال الوقت”. على الرغم من أن النسبة انخفضت قليلًا مقارنة بنسبة 46 % في الاستطلاع السابق، إلا أنها لا تزال أعلى بكثير من 24 % قبل عشر سنوات، مما يعكس أن الإنترنت أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة المراهقين اليومية. ومع الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي، أصبحت روبوتات الدردشة عاملًا جديدًا يؤثر على تجربة المستخدمين الشباب على الإنترنت. وأشارت الدراسة إلى أن حوالي 30 % من المراهقين الأمريكيين يستخدمون روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي يوميًا، وأن 4 % منهم يقولون إنهم يستخدمونها بشكل شبه مستمر.
ChatGPT هو أكثر روبوتات الدردشة شعبية بين المراهقين
يُعتبر ChatGPT الآن أكثر روبوتات الدردشة شعبية بين المراهقين، حيث أشار 59 % من المستطلعين إلى أنهم قد استخدموه من قبل، وهو ضعف معدل الاستخدام لـ Google Gemini (23 %) وMeta AI (20 %). بشكل عام، يستخدم 46 % من المراهقين روبوتات الدردشة على الأقل عدة مرات أسبوعيًا. كما حللت الدراسة تأثير العرق، والعمر، والخلفية الأسرية على سلوكيات الاستخدام. ففي صفوف المراهقين من السود والأسبان، قال حوالي 68 % إنهم استخدموا روبوتات الدردشة، بينما كانت النسبة لدى المراهقين البيض 58 %. كما أن نسبة استخدام روبوتات Gemini وMeta AI بين المراهقين السود تقارب الضعف مقارنةً بالبيض. وأشار ميشيل فافريو، الباحث المساعد في مركز بيو، إلى أن الفروق العرقية في استخدام التكنولوجيا بين المراهقين واضحة جدًا، لكن السبب وراء ذلك لا يزال غير واضح، ويتماشى مع الاختلافات الملاحظة سابقًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. كما أظهرت الدراسة أن المراهقين من السود والأسبان أكثر احتمالًا لأن يقولوا إنهم “متصلون تقريبًا طوال الوقت”، بنسبة تصل إلى ضعف نسبة المراهقين البيض.
من ناحية العمر، المراهقون من عمر 15 إلى 17 عامًا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي بشكل أكثر تكرارًا من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عامًا. كما أن الدخل الأسري يلعب دورًا: ففي الأسر ذات الدخل السنوي فوق 75,000 دولار، يستخدم 62 % من المراهقين ChatGPT، بينما في الأسر ذات الدخل المنخفض، تبلغ النسبة 52 %. وفي الأسر ذات الدخل المنخفض، تصل نسبة استخدام Character.AI إلى 14 %، وهي ضعف النسبة في الأسر ذات الدخل المرتفع.
هل يمكن أن يؤدي روبوت الدردشة الخاص بـ OpenAI إلى اتخاذ المراهقين قرارات انتحارية؟
على الرغم من أن الغالبية العظمى من المراهقين يرون روبوتات الدردشة أدوات لحل المشكلات أو مساعدة في الواجبات، إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذا التفاعل قد يتطور تدريجيًا إلى الاعتماد، أو حتى أن يسبب أضرارًا محتملة. ووجهت عائلتان تهمًا ضد ChatGPT، تتعلق بردوده المرتبطة بانتحار الطفل، ورفعتا دعاوى قضائية ضد شركة OpenAI. وتفيد التقارير أن روبوتات الدردشة قد قدمت إرشادات للمراهقين حول الانتحار. وردت شركة OpenAI بأن أحد المراهقين قد تجاوز آليات الأمان، وانتهك شروط الاستخدام، ولذلك لا تتحمل الشركة المسؤولية، ولم ترد على قضية أخرى بعد.
كما أثارت منصة الألعاب التفاعلية Character.AI، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، قضايا تتعلق بصحة المراهقين النفسية، حيث أوقفت الشركة تقديم خدمات روبوتات الدردشة للقاصرين بعد عدة جدل، وبدأت في تقديم منتجات تفاعلية أكثر ألعابًا.
وأفاد خبراء أن الحالات التي تؤدي إلى نتائج متطرفة تشكل نسبة صغيرة جدًا من إجمالي الاستخدام، لكن على منصات بمليارات المستخدمين، حتى النسبة الصغيرة قد تعني مخاطر كبيرة. وقالت نينا فاساني، مديرة مختبر الابتكار في الصحة النفسية بجامعة ستانفورد وطبيبة نفسية، إن حتى وإن لم تكن روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي مصممة لتقديم الدعم العاطفي، فإن الناس يستخدمونها بهذه الطريقة، مما يفرض على الشركات المعنية مسؤولية تحسين منتجاتها لتقليل الأضرار المحتملة على المراهقين.
قراءات إضافية:
من حادثة اعتقال مؤثرة لنجوم الإنترنت في تايوان بسبب تناول الطعام مجانًا في نيويورك، إلى مناقشة ظاهرة “شياو هونغ شو” و"موت الجمال" الخاص بها
هذه المقالة تتحدث عن بحث الذكاء الاصطناعي: حوالي 3 من كل 10 مراهقين أمريكيين يستخدمون روبوتات الدردشة يوميًا، وتزايد المخاوف الأمنية، نُشر لأول مرة على قناة 链新闻 ABMedia.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
البحث في الذكاء الاصطناعي: يستخدم حوالي 30٪ من المراهقين الأمريكيين روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي يوميًا، وتزايد المخاوف الأمنية بشكل متواصل
مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center) أصدر مؤخرًا تقريرًا بحثيًا جديدًا يحلل وضع استخدام المراهقين الأمريكيين لوسائل التواصل الاجتماعي وروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، ويتناول التقرير مؤشرات متعددة مثل العمر والعرق وتكرار الاستخدام ووقت التصفح. في ظل تزايد الاهتمام العالمي بأمان الإنترنت للمراهقين، أثار هذا التقرير مرة أخرى نقاشات حول كيف تؤثر التكنولوجيا على الصحة النفسية للأجيال الشابة، واعتمادهم عليها، ومخاطر الإدمان.
مع بدء الدول في معالجة هذه القضايا، أعلنت الحكومة الأسترالية بشكل مبكر أنها ستفرض حظرًا على وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين دون سن ، مما يعكس أن سلوكيات الاستخدام الرقمي للمراهقين أصبحت قيد التنظيم ضمن السياسات الوطنية. بالمقابل، يبدو أن تايوان لم تجري بعد تحقيقات وتقييمات شاملة حول وضع استخدام الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي بين المراهقين والأحداث القاصرين. في ظل تكرار حالات التنمر في المدارس، وانخفاض سن الجرائم، يقدم هذا التقرير مرجعًا دوليًا هامًا، ويبرز الحاجة الملحة لمناقشة واهتمام أكبر بالقضايا ذات الصلة في تايوان.
جدل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صحة المراهقين على المدى الطويل
لطالما كان هناك خلاف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين. فمن ناحية، أشارت بعض الدراسات إلى أن الشبكات الاجتماعية تساعد المراهقين على بناء علاقات ودعم نفسي، وحتى تحسين حالتهم النفسية؛ لكن هناك دراسات أخرى تحذر من أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات، والتعرض المستمر للمعلومات السلبية، قد يزيد من مستويات القلق والاكتئاب والعزلة. العام الماضي، دعا مدير مركز الصحة العامة في الولايات المتحدة منصات وسائل التواصل الاجتماعي إلى وضع تحذيرات على منتجاتها لتنبيه المستخدمين من المخاطر المحتملة.
المراهقون متصلون تقريبًا طوال اليوم
تشير بيانات مركز بيو إلى أن 97 % من المراهقين يستخدمون الإنترنت يوميًا، وأن حوالي 40 % منهم يقولون إنهم “متصلون تقريبًا طوال الوقت”. على الرغم من أن النسبة انخفضت قليلًا مقارنة بنسبة 46 % في الاستطلاع السابق، إلا أنها لا تزال أعلى بكثير من 24 % قبل عشر سنوات، مما يعكس أن الإنترنت أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة المراهقين اليومية. ومع الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي، أصبحت روبوتات الدردشة عاملًا جديدًا يؤثر على تجربة المستخدمين الشباب على الإنترنت. وأشارت الدراسة إلى أن حوالي 30 % من المراهقين الأمريكيين يستخدمون روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي يوميًا، وأن 4 % منهم يقولون إنهم يستخدمونها بشكل شبه مستمر.
ChatGPT هو أكثر روبوتات الدردشة شعبية بين المراهقين
يُعتبر ChatGPT الآن أكثر روبوتات الدردشة شعبية بين المراهقين، حيث أشار 59 % من المستطلعين إلى أنهم قد استخدموه من قبل، وهو ضعف معدل الاستخدام لـ Google Gemini (23 %) وMeta AI (20 %). بشكل عام، يستخدم 46 % من المراهقين روبوتات الدردشة على الأقل عدة مرات أسبوعيًا. كما حللت الدراسة تأثير العرق، والعمر، والخلفية الأسرية على سلوكيات الاستخدام. ففي صفوف المراهقين من السود والأسبان، قال حوالي 68 % إنهم استخدموا روبوتات الدردشة، بينما كانت النسبة لدى المراهقين البيض 58 %. كما أن نسبة استخدام روبوتات Gemini وMeta AI بين المراهقين السود تقارب الضعف مقارنةً بالبيض. وأشار ميشيل فافريو، الباحث المساعد في مركز بيو، إلى أن الفروق العرقية في استخدام التكنولوجيا بين المراهقين واضحة جدًا، لكن السبب وراء ذلك لا يزال غير واضح، ويتماشى مع الاختلافات الملاحظة سابقًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. كما أظهرت الدراسة أن المراهقين من السود والأسبان أكثر احتمالًا لأن يقولوا إنهم “متصلون تقريبًا طوال الوقت”، بنسبة تصل إلى ضعف نسبة المراهقين البيض.
من ناحية العمر، المراهقون من عمر 15 إلى 17 عامًا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي بشكل أكثر تكرارًا من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عامًا. كما أن الدخل الأسري يلعب دورًا: ففي الأسر ذات الدخل السنوي فوق 75,000 دولار، يستخدم 62 % من المراهقين ChatGPT، بينما في الأسر ذات الدخل المنخفض، تبلغ النسبة 52 %. وفي الأسر ذات الدخل المنخفض، تصل نسبة استخدام Character.AI إلى 14 %، وهي ضعف النسبة في الأسر ذات الدخل المرتفع.
هل يمكن أن يؤدي روبوت الدردشة الخاص بـ OpenAI إلى اتخاذ المراهقين قرارات انتحارية؟
على الرغم من أن الغالبية العظمى من المراهقين يرون روبوتات الدردشة أدوات لحل المشكلات أو مساعدة في الواجبات، إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذا التفاعل قد يتطور تدريجيًا إلى الاعتماد، أو حتى أن يسبب أضرارًا محتملة. ووجهت عائلتان تهمًا ضد ChatGPT، تتعلق بردوده المرتبطة بانتحار الطفل، ورفعتا دعاوى قضائية ضد شركة OpenAI. وتفيد التقارير أن روبوتات الدردشة قد قدمت إرشادات للمراهقين حول الانتحار. وردت شركة OpenAI بأن أحد المراهقين قد تجاوز آليات الأمان، وانتهك شروط الاستخدام، ولذلك لا تتحمل الشركة المسؤولية، ولم ترد على قضية أخرى بعد.
كما أثارت منصة الألعاب التفاعلية Character.AI، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، قضايا تتعلق بصحة المراهقين النفسية، حيث أوقفت الشركة تقديم خدمات روبوتات الدردشة للقاصرين بعد عدة جدل، وبدأت في تقديم منتجات تفاعلية أكثر ألعابًا.
وأفاد خبراء أن الحالات التي تؤدي إلى نتائج متطرفة تشكل نسبة صغيرة جدًا من إجمالي الاستخدام، لكن على منصات بمليارات المستخدمين، حتى النسبة الصغيرة قد تعني مخاطر كبيرة. وقالت نينا فاساني، مديرة مختبر الابتكار في الصحة النفسية بجامعة ستانفورد وطبيبة نفسية، إن حتى وإن لم تكن روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي مصممة لتقديم الدعم العاطفي، فإن الناس يستخدمونها بهذه الطريقة، مما يفرض على الشركات المعنية مسؤولية تحسين منتجاتها لتقليل الأضرار المحتملة على المراهقين.
قراءات إضافية:
من حادثة اعتقال مؤثرة لنجوم الإنترنت في تايوان بسبب تناول الطعام مجانًا في نيويورك، إلى مناقشة ظاهرة “شياو هونغ شو” و"موت الجمال" الخاص بها
هذه المقالة تتحدث عن بحث الذكاء الاصطناعي: حوالي 3 من كل 10 مراهقين أمريكيين يستخدمون روبوتات الدردشة يوميًا، وتزايد المخاوف الأمنية، نُشر لأول مرة على قناة 链新闻 ABMedia.