هناك ظاهرة تستحق الانتباه: عندما تصبح الطرق التقليدية للخروج أكثر ازدحامًا، يتجه البعض نحو العالم الافتراضي.

كوريا الجنوبية تقدم مشهدًا كهذا — شباب في العشرينات من عمرهم، يمتلكون متوسط ​​حيازات من العملات المشفرة تصل إلى 26.9 مليار وون كوري، أي حوالي 200 ألف دولار أمريكي. كم يحتاج الأمر ليصل هؤلاء إلى هذا المستوى من الجنون؟

فهم الواقع الذي يواجهونه يجعل الأمر واضحًا. معدل البطالة 6.6%، وهو أكثر من ضعف المتوسط الوطني. أما شقة في سول؟ متوسط سعرها يتجاوز 1 مليار وون كوري، وارتفعت بمقدار الضعف خلال خمس سنوات. نسبة سعر العقار إلى الدخل وصلت إلى 15.2 مرة. بالنسبة لمعظم الناس، أصبح شراء منزل بأجر ثابت مجرد نكتة.

اليأس يمكن أن يولد ردود فعل نوعين. البعض يختار الاستسلام، ويصبح "سكان الراحة" — لا يعمل، لا يبحث عن وظيفة، لا يختبر، لا ينجب أطفالًا. أما الآخرون، فيخاطرون بأصول عالية المخاطر، يراهنون على فرصة للانتعاش. بين فئة العمر من 20 إلى 50 سنة في كوريا، 27% منهم يمتلكون أصولًا مشفرة، ومتوسط ​​حيازاتهم يشكل 14% من أصولهم المالية.

الأكثر إثارة للاهتمام هو المقارنة الهيكلية. بين أصحاب العملات المشفرة من أصحاب الثروات العالية، أقل عدد من الشباب في العشرينات، فقط 137 شخصًا. لكن من حيث متوسط ​​حجم الحيازة؟ هؤلاء الأشخاص يقفون في قمة جميع الفئات العمرية. بمعنى آخر، على الرغم من أن عدد الشباب الذين يدخلون السوق قليل، إلا أن من دخل منهم هم من نوع "All in" — أي يراهنون بكل شيء.

وراء ذلك، الأمر بسيط جدًا — عندما يتم إغلاق المسارات الرسمية، سيبحث الناس عن ساحة معركة جديدة. سوق العملات المشفرة هو آخر بصيص أمل للشباب.