في الواقع، الشيء الذي لا يجب أن يخطئ فيه الإنسان طوال حياته هو الزواج، فهو يختلف عن باقي الأمور، فهناك مجال للإنقاذ. إذا أخطأت في اختيار شريكك، فإن الثمن لن يكون مجرد بضعة سنوات من عمرك، بل سيكون إعادة كتابة سيناريو حياتك بالكامل، وغالبًا ما تنتهي النتائج بمأساة وكارثة، ولا يمكن أن تكون نتائج جيدة. لا تصدق الحب، لا تصدق الحب، بل صدق الشخصية، لأنه عندما يختفي الحب، إذا كان الطرف الآخر شخصًا جيدًا، على الأقل لن تتعرض لجروح وندوب لا تُحتمل. فيما يخص الزواج، والشريك، إليك بعض الآراء:

النقطة الأولى، لا تنخدع بالمصالح، كثير من الناس يعتقدون أن وجود شخصين معًا يعني أنهما متوافقان إذا لم يحب كل منهما أكل نفس الأطعمة أو مشاهدة نفس الأفلام، لكن في الواقع يمكن تجاهل هذه الأمور الظاهرية. القيم الأساسية هي الأكثر أهمية. ما هي القيم الأساسية؟ ليست مجرد الاهتمامات والهوايات، بل عندما تواجهون إغراءات، صراعات، واختيارات مصالح، ما هو المبدأ الذي تتبعونه حقًا في داخلكم؟ على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أن الصدق والأمانة ضروريان، وهو يعتقد أنه يمكن للكذب من أجل المصلحة أن يكون مقبولًا، فهذه الاختلافات ستؤدي إلى كارثة مع مرور الوقت. وإذا كانت لديك نظرة أن الأسرة هي الأولوية، بينما يعتقد هو أن العمل هو الأهم، فهذه الاختلافات ستؤدي إلى مشاكل لا يمكن حلها، وتستهلككم كالسكاكين الباهتة.

النقطة الثانية، الشريك ليس مجرد واجهة اجتماعية، بل هو مصدر طاقتك. الهدف النهائي من البحث عن شريك هو الحصول على سعادة طويلة الأمد وراحة داخلية. إذا كانت علاقتك مع الشريك سيئة جدًا، فهي تدمر حواجزك الداخلية. تخيل أنك تعود إلى المنزل يوميًا وتواجه مشاجرات، ومكائد، وغيبة الثقة، وكأن المنزل هو ساحة معركة ثانية، وأنت مرهق جدًا من العمل. العودة إلى المنزل لا تعيد لك طاقتك فحسب، بل تستهلكها أيضًا. مع مرور الوقت، ستبدأ حالتك النفسية، ونجاحك المهني، وصحتك، وعلاقاتك الاجتماعية في التدهور. الشخص المناسب يجعلك تشعر بالسلام الداخلي. في هذا العصر المليء بالقلق، الشخص الذي يهدئ قلبك هو أثمن بكثير من الذي يثير نبضات قلبك.

النقطة الثالثة، إما أن تتطوروا معًا أو تتدهوروا معًا. التجديد الذي يأتي من الدخل والمظهر يدوم لسنوات قليلة، لكن التفاهم حول مفهوم الحياة هو الذي يدوم لعقود. عند اختيار الشريك، لا تقتصر على السعادة الحالية فقط، بل فكر أيضًا في أسلوب الحياة المستقبلي. عليك أن تراقب عادات الطرف الآخر، لأن العادات تنتقل بينكما. إذا كان الطرف الآخر ملتزمًا ونشيطًا، ومستقرًا عاطفيًا، ستجد نفسك تدريجيًا تتحسن أيضًا. وإذا كان سلبيًا ويشتكي ويكتفي بالمرور، فستفقد تلك الروح المعنوية تدريجيًا. وهذا سيؤثر أيضًا على الجيل القادم، حيث أن أسلوب تربية الوالدين وقيمهما هو العالم كله للطفل.

وأخيرًا، أود أن أقول إن الحياة طويلة، سواء في العمل أو الاستثمار، هناك دائمًا فرصة لإعادة التوازن، لكن في مسألة الحب، الاختيار هو الأهم. لا تتزوج فقط من أجل الوحدة، ولا تتزوج فقط بسبب تقدم العمر، بل ابحث عن الشخص الذي يحمي سلامك الداخلي، ويتفق معك في الأساس المنطقي، ويشاركك في جعل الأيام أفضل، فهذا هو أكبر مسؤولية تجاه حياتك. أتمنى أن تجد الشخص المناسب، في ثلاث وجبات وفصول، مع قمر صافي ونسيم عليل، وأتمنى لك السعادة.