الارتفاع في موجة الذهب لا تزال تتسارع، والتمزق في هيمنة الدولار يتوسع.
فقط من خلال الاطلاع على البيانات الأخيرة يمكن أن نشعر بمدى حدة هذا التغير. تظهر تقارير وزارة الخزانة الأمريكية أن الصين قامت في أكتوبر بإضافة 118 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، ليصل حجم الحيازة إلى 6887 مليار دولار — هذا الرقم يعيدنا إلى أزمة المالية في 2008، مع إحساس بإعادة تكرار التاريخ. والأكثر إيلامًا هو كندا، التي قامت في نفس الفترة ببيع 56.7 مليار دولار من السندات الأمريكية، وهو أمر يوضح أن الأمر خرج عن السيطرة.
المثير للاهتمام هو أن هناك من يقلل من حيازاته، وفي المقابل هناك من يشتري. اليابان زادت بشكل خفي من حيازتها بمقدار 10.7 مليار، والمملكة المتحدة زادت أيضًا بمقدار 13.2 مليار. نفس السندات الأمريكية، خيارات مختلفة، وما وراء ذلك يعكس ليس مجرد اختلاف في قرارات الاستثمار، بل هو علامة على نقطة تحول في المشهد المالي العالمي.
**المنطق الحقيقي وراء الأرقام**
هذه السلسلة من العمليات التي تقوم بها الصين ليست عشوائية. فبمراجعة التاريخ يتضح الأمر — ففي عام 2013، بلغت حيازة الصين من سندات الخزانة الأمريكية ذروتها عند 1.3 تريليون دولار، والآن تم تقليلها تقريبًا إلى النصف. هذا التعديل ليس مجرد لعبة عابرة، بل هو تحول استراتيجي حقيقي.
والسبب واضح جدًا. الآن، تجاوز إجمالي ديون الولايات المتحدة 38 تريليون دولار، ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 130% — بمعنى آخر، يتم إنفاق أكثر من تريليون دولار سنويًا على الفوائد. في ظل هذه الأسس، أي مستثمر ذكي سيبدأ في التفكير في كيفية تقليل المخاطر. ومع استمرار توقف الحكومة الأمريكية لمدة 43 يومًا في 2025، فإن مثل هذه الأحداث "الطائر الأسود" سرّعت من انتقال رأس المال.
وأوضح دليل على ذلك هو أن الصين تبيع سندات الخزانة الأمريكية من جهة، وتواصل بشكل مستمر منذ 12 شهرًا زيادة احتياطياتها من الذهب، التي تجاوزت الآن 74 مليون أونصة. من الواضح أن منطق "تحويل الأصول الورقية إلى عملات صلبة" هو السائد — حيث تراجع هامش الأمان في سندات الخزانة الأمريكية، وزادت جاذبية الذهب. هذا التحول في تخصيص الأصول سيؤثر أيضًا على توقعات السيولة للأصول الرقمية مثل البيتكوين.
**السوق الأمريكية للسندات تتفكك بصمت**
درجة الانقسام في سوق سندات الخزانة الأمريكية لم يسبق لها مثيل. تقليل الصين وكندا بشكل كبير، مقابل زيادة اليابان والمملكة المتحدة، يعكس أنماطًا مختلفة تمامًا. هذا يدل على أن المستثمرين العالميين بدأوا يختلفون بشكل واضح في رؤيتهم لمستقبل سندات الخزانة — لم يعد الأمر زمن "التكاتف"، بل هو رهانات فردية ومهارات مختلفة.
بالنسبة لمراقبي سوق العملات المشفرة والأسواق المالية، ماذا يعني هذا الانقسام؟ يعني أن السيولة العالمية تعيد توزيعها، وأن تراجع مركزية الدولار سيدفع بقيمة الأصول الأخرى إلى الارتفاع النسبي، كما أنه يفتح فرص تداول جديدة. عوائد سندات الخزانة، مؤشر الدولار، أسعار الذهب، سيولة البيتكوين — هذه المؤشرات التي تبدو مستقلة، كلها تتداخل وتتفاعل في لعبة رأس المال العالمية ذاتها.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
الارتفاع في موجة الذهب لا تزال تتسارع، والتمزق في هيمنة الدولار يتوسع.
فقط من خلال الاطلاع على البيانات الأخيرة يمكن أن نشعر بمدى حدة هذا التغير. تظهر تقارير وزارة الخزانة الأمريكية أن الصين قامت في أكتوبر بإضافة 118 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، ليصل حجم الحيازة إلى 6887 مليار دولار — هذا الرقم يعيدنا إلى أزمة المالية في 2008، مع إحساس بإعادة تكرار التاريخ. والأكثر إيلامًا هو كندا، التي قامت في نفس الفترة ببيع 56.7 مليار دولار من السندات الأمريكية، وهو أمر يوضح أن الأمر خرج عن السيطرة.
المثير للاهتمام هو أن هناك من يقلل من حيازاته، وفي المقابل هناك من يشتري. اليابان زادت بشكل خفي من حيازتها بمقدار 10.7 مليار، والمملكة المتحدة زادت أيضًا بمقدار 13.2 مليار. نفس السندات الأمريكية، خيارات مختلفة، وما وراء ذلك يعكس ليس مجرد اختلاف في قرارات الاستثمار، بل هو علامة على نقطة تحول في المشهد المالي العالمي.
**المنطق الحقيقي وراء الأرقام**
هذه السلسلة من العمليات التي تقوم بها الصين ليست عشوائية. فبمراجعة التاريخ يتضح الأمر — ففي عام 2013، بلغت حيازة الصين من سندات الخزانة الأمريكية ذروتها عند 1.3 تريليون دولار، والآن تم تقليلها تقريبًا إلى النصف. هذا التعديل ليس مجرد لعبة عابرة، بل هو تحول استراتيجي حقيقي.
والسبب واضح جدًا. الآن، تجاوز إجمالي ديون الولايات المتحدة 38 تريليون دولار، ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 130% — بمعنى آخر، يتم إنفاق أكثر من تريليون دولار سنويًا على الفوائد. في ظل هذه الأسس، أي مستثمر ذكي سيبدأ في التفكير في كيفية تقليل المخاطر. ومع استمرار توقف الحكومة الأمريكية لمدة 43 يومًا في 2025، فإن مثل هذه الأحداث "الطائر الأسود" سرّعت من انتقال رأس المال.
وأوضح دليل على ذلك هو أن الصين تبيع سندات الخزانة الأمريكية من جهة، وتواصل بشكل مستمر منذ 12 شهرًا زيادة احتياطياتها من الذهب، التي تجاوزت الآن 74 مليون أونصة. من الواضح أن منطق "تحويل الأصول الورقية إلى عملات صلبة" هو السائد — حيث تراجع هامش الأمان في سندات الخزانة الأمريكية، وزادت جاذبية الذهب. هذا التحول في تخصيص الأصول سيؤثر أيضًا على توقعات السيولة للأصول الرقمية مثل البيتكوين.
**السوق الأمريكية للسندات تتفكك بصمت**
درجة الانقسام في سوق سندات الخزانة الأمريكية لم يسبق لها مثيل. تقليل الصين وكندا بشكل كبير، مقابل زيادة اليابان والمملكة المتحدة، يعكس أنماطًا مختلفة تمامًا. هذا يدل على أن المستثمرين العالميين بدأوا يختلفون بشكل واضح في رؤيتهم لمستقبل سندات الخزانة — لم يعد الأمر زمن "التكاتف"، بل هو رهانات فردية ومهارات مختلفة.
بالنسبة لمراقبي سوق العملات المشفرة والأسواق المالية، ماذا يعني هذا الانقسام؟ يعني أن السيولة العالمية تعيد توزيعها، وأن تراجع مركزية الدولار سيدفع بقيمة الأصول الأخرى إلى الارتفاع النسبي، كما أنه يفتح فرص تداول جديدة. عوائد سندات الخزانة، مؤشر الدولار، أسعار الذهب، سيولة البيتكوين — هذه المؤشرات التي تبدو مستقلة، كلها تتداخل وتتفاعل في لعبة رأس المال العالمية ذاتها.