في سوق العملات المشفرة، منذ أكثر من عشر سنوات، شهدت العديد من القصص لأشخاص دخلوا بحلم الثراء المفاجئ، ثم غادروا بخيبة أمل. قصة من مجموعة المعجبين الأسبوع الماضي أكدت لي مرة أخرى الحقيقة التي أؤمن بها دائمًا: جوهر الربح في هذا السوق ليس في متابعة الارتفاعات أو الشائعات، بل في تلك القواعد التي تبدو "غبية" لكنها الأكثر فاعلية من حيث الانضباط والسيطرة على النفس.

قبل ثلاثة أشهر، جاءني أحد المعجبين وقال لي إن رصيده أصبح فقط 3600 دولار، وفقد الثقة، وسألني إن كان هناك أمل في إنقاذه. لم أوصيه بأي عملة معينة — بصراحة، في هذا المجال، بالمقارنة مع "ماذا أشتري"، فإن "كيف أشتري وكيف أتحكم في المخاطر" هو المفتاح للبقاء على قيد الحياة. أعطيته ثلاث قواعد تداول استخدمتها لأكثر من خمس سنوات، وطلبت منه أن يجربها لمدة 90 يومًا. والنتيجة كانت الأسبوع الماضي، حيث نشر في المجموعة صورة شاشة: رصيده أصبح 3 ملايين دولار، أي أكثر من 8 أضعاف.

الكثير من الناس يدخلون السوق بنفس العقلية: المقامرة بكل شيء على عملة واحدة، معتقدين أن الرهان الصحيح سيقودهم إلى القمة. يضعون كل رصاصاتهم على عملة واحدة، ويظنون أن الفوز سيجعلهم يحققون ثروات بين عشية وضحاها. لكنني رأيت الكثير من هؤلاء، والنتيجة إما أن يتعرضوا لتراجع حاد يُخرجهم من السوق، أو أن يُفلسوا ويخسروا كل شيء.

الخطوة الأولى التي قام بها صديقي ليعود إلى الطريق الصحيح كانت تقسيم 3600 دولار إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء 1200 دولار. هذا التقسيم البسيط في الظاهر، غير من هيكل المخاطر بالكامل. ليس كالمقامر الذي يراهن بكل شيء، بل يتيح لكل صفقة أن يكون لها مجال للرجوع، ويقلل من المخاطر. على الرغم من أن تقلبات السوق في العملات المشفرة كبيرة، إلا أن حجم المركز الصغير يمكنه من تحمل التقلبات الطبيعية للسوق، دون أن يُجبر على الخروج بخسائر في أسوأ الأوقات.

المنطق هنا بسيط جدًا: البقاء على قيد الحياة هو المفتاح للربح.