تمت رسميًا إزالة قفل التعدين لمدة خمس سنوات لـFIL، واشتعل سوق العملات المشفرة على الفور. من جهة، يصرّ المتشائمون على أن "المعدنين سيهربون"، ويتوقعون أن يشهد سعر العملة انخفاضًا كبيرًا؛ ومن جهة أخرى، يقول المتفائلون إن هذه فرصة جيدة لـ"ضغط الفقاعات والعودة إلى القيمة". لكن أن نعتبر ببساطة أن انسحاب المعدنين هو مجرد نافذة لشراء الحطام من قبل المستثمرين الأفراد، فهذا سذاجة كبيرة — فإيكولوجية شبكة Filecoin ونموذج الاقتصاد الخاص بها أكثر تعقيدًا بكثير مما يتصور البعض.

لننظر إلى التاريخ لنفهم الأمر. عندما أُطلق الشبكة الرئيسية في عام 2020، قام بعض المعدنين الذين كانوا يملكون كميات قصيرة الأجل من التوكنات بفتح قفلها وبيعها بشكل جنوني، مما أدى إلى انخفاض FIL بنسبة 85% من أعلى مستوى له. هذا الحدث لا يزال يترك أثرًا نفسيًا في السوق حتى اليوم. لكن المهم هو أن الوضع الآن قد تغير تمامًا. حاليًا، تبلغ نسبة حجم المعاملات الحقيقية للتخزين في شبكة Filecoin 51%، وتحول الإيكولوجيا من "الاعتماد على الدعم المباشر" إلى "الاعتماد على الطلب"، ولم تعد تعتمد على مكافآت الكتل فقط. بعبارة أخرى، فإن نقطة دعم قيمة FIL قد انتقلت من أرباح المعدنين إلى تطبيقات الأعمال الفعلية، مما يقلل بشكل كبير من تهديد الضغوط البيعية على سعر العملة.

أما بالنسبة لسبب انسحاب المعدنين، فهو ليس لأنهم لا يثقون في القيمة طويلة الأمد لـFIL، بل بسبب ضغط مزدوج — الحاجة إلى تدبير السيولة وتغير بيئة السوق. وفقًا لآلية الرهن في Filecoin، يتعين على المعدنين قفل 540 يومًا من التوكنات كضمان، ويجب انتظار 75% من مكافآت الكتلة لمدة 180 يومًا أخرى قبل أن يتم تحريرها بشكل خطي. في ظل تصميم هذه الآلية، فإن فك القفل عند الاستحقاق هو تدفق طبيعي لرأس المال، وهو أيضًا لحظة اختبار قوة الإيكولوجيا في السوق.