الرافعة المالية، كل لحظة تختبر حدود الإنسان.

لقد رأيت الكثيرين يدخلون بأحلام بآلاف الدولارات، وكل ما يفكرون فيه هو مضاعفة حساباتهم بعشرة أو ثمانية أضعاف، لكن خلال يومين أو ثلاثة يتلقون درسًا قاسيًا من السوق — الانفجارات المتكررة، وتصفير رأس المال، وخيبة الأمل. مع تكرار هذا المشهد، ستدرك أن الأمر ليس صدفة على الإطلاق.

لقد سلكت هذا الطريق بنفسي أيضًا. عندما تبقى في حسابي 8000 دولار، دفعتني حرارة اللحظة إلى استخدام رافعة مالية بمقدار 100، وفي خلال 15 دقيقة خسرت نصفها. في ذلك الوقت، كانت الشاشة كلها خضراء، وراحت يدي تتعرق، وفي تلك اللحظة أدركت أن الانفجار ليس مسألة حظ، بل هو نوع من "مراسم الترحيب" للمبتدئين باستخدام الرافعة المالية العالية.

وأكثر الحقائق إيلامًا هي كالتالي:

الرافعة ليست مضخمًا للأرباح، بل هي في جوهرها جهاز انفجار تصاعدي للمخاطر. عندما تربح مرة واحدة، تكون سعيدًا، وعندما تخسر مرة واحدة، تسجد طلبًا للرحمة. العمليات المتكررة تبدو وكأنها محاولة لكسب المال، لكنها في الحقيقة تقتطع الرسوم قطعة قطعة، وتستهلك رأس المال ببطء. وأقسى حقيقة هي: بعد خسارة 90%، تحتاج إلى مضاعفة رأس المال تسع مرات لاسترداده، فهل هذا هو العودة إلى الوضع الطبيعي؟ إنه مجرد حلم بعيد المنال.

إذا أردت أن تعيش في هذا السوق لفترة أطول، عليك أولًا أن تتوقف عن الاستمتاع بلعبة الروليت. الشيء الذي جعل حسابي يتجه نحو الصعود تدريجيًا، ليس سلاحًا سريًا، بل هو "قاعدة البقاء" التي استمديتها من خسائطي الحقيقية.

خذ مؤشر BOLL كمثال، هناك الكثير من الشروحات على الإنترنت تركز فقط على "الانغلاق والانفتاح"، لكن قليلون من يفهمون المنطق وراء ذلك: أن الانغلاق هو ضغط التقلبات، والسوق يختزن القوة بصمت؛ ميل الخط الأوسط يعكس أي جهة تميل الميزان بين الثيران والدببة، والتداول وفقًا لهذا الاتجاه يزيد من احتمالات النجاح؛ وعندما يفتح BOLL مع زيادة الحجم، فهذا إشارة على إطلاق الطاقة الكامنة، وعندما يحين وقت التحرك، يجب أن تتحرك.

في أكتوبر من العام الماضي، لاحظت أن SOL كانت تتجمع بالقرب من الخط الأوسط لمؤشر BOLL على الرسم اليومي، مع ميل طفيف للارتفاع، وكان هذا إشارة مثيرة للاهتمام. بنيت مركزًا بالقرب من الحد الأدنى، وحددت وقف خسارة عند أدنى نقطة قبل الانغلاق. لم أتوقع أن تتبعها موجة قوية، وتصل مباشرة إلى الحد الأعلى، محققة أرباحًا بمقدار 30 ضعفًا خلال شهر واحد. هذا ليس لأن لدي قدرات خارقة، بل لأن النظام حول السوق المليء بالضوضاء إلى شيء يمكن حساب احتمالاته.

لكن حتى أنظمة التداول القوية لا يمكنها إنقاذ من لا يستطيعون التوقف عن التداول. وضعت لنفسي ثلاث قواعد صارمة:

- ألا تتجاوز خسارتي في صفقة واحدة 2% من إجمالي رأس المال — وهو الحد الأدنى لبقاء الحساب على المدى الطويل.
- فتح مركزين كحد أقصى خلال اليوم، وعدم التداول بشكل متكرر — فكلما زادت التكرارات، زادت الرسوم والمشاكل النفسية.
- عندما تصل الأرباح غير المحققة إلى 50%، أرفع وقف الخسارة لضمان حماية رأس المال، فحماية رأس المال دائمًا تأتي قبل تحقيق الأرباح — قد يبدو هذا محافظًا، لكنه الأكثر واقعية.

هذه القواعد التي تبدو محافظة، في الواقع، هي التي تزرع هدف "البقاء على قيد الحياة" بعمق في كل قرار تداول. السوق لا يكافئ الأكثر جرأة، بل يكافئ من يصمد أطول فترة ممكنة.

التداول بالعقود هو بالفعل طريق سريع لثروة الأفراد العاديين، لكن هناك شيء يجب أن تفكر فيه جيدًا: الاعتماد على الحدس فقط في اتخاذ القرارات، معناه أن تسلم المقود لمشاعرك وحظك. باستخدام النظام والانضباط في التداول، يمكنك حقًا أن تسيطر على مصيرك. الهاوية موجودة دائمًا، وأنا أضيء مصباحي فقط على جزء صغير منها، فهل تريد أن تخرج معًا، القرار بيدك.